كنز المعلومات

مدونة كنز المعلومات هي مدونة تهتم بنشر المعلومات اللتي تتعلق بجميع النواحي لكي يستفيد منها المشاهدون

أخر الأخبار

الجمعة، 10 نوفمبر 2017

الفرق بين الشك المذهبي و الشك المنهجي

“المسائلة بين الشك المذهبي والشك المنهجي”

المذهبية.. موقف عقلي مسبق، يسلم به الفرد بشكل مطلق، ويخضع كل موقف يتعرض له لأفكاره وأرائه الكلية والجزئية المسبقة.
واما المنهجية.. أسلوب عملي، وممارسة سلوكية، يستخدمها الفرد تجاه الأفكار والآراء والمواقف التي يتعرض لها، ليتخذ حيالها موقف عقلي، غير مسبق .

إذن هناك فرق بين مذهبية الشك..أو الشك المذهبي، وبين منهجية الشك.. أو الشك المنهجي، فالأول يستخدم في التربية الحزبية التعصبية، التي لا تري إلا نفسها، وتنظر إلي هذه النفس بالحق المطلق، الذي لا شك تجاهه .. والأخر هو الشر المطلق، وهو مدار الشك، وكل ما يصدر عنه خاطئ، لا يجوز تقبله .

أما الشك المنهجي، أو منهجية الشك، فهو حق مكفول للإنسان من قبل الله، لا يجوز الحجر عليه، ولا يعتبر صاحبه خارجا علي نواميس الحق والكون، وهو ليس بجريمة أو مخالفة عندما يقوم بها الفرد يحاسب عليها . ولو كان هذا باطلا لما أجازه الله سبحانه وتعالي لأنبيائه المعروف عنهم بأنهم معصومون، خاصة في حق الله والعقيدة والدين .
قال تعالي على لسان ابراهيم عليه السلام “رب أرني كيف تحي الموتى، قال أولم تؤمن، قال بلي، ولكن ليطمئن قلبي” وهذا الخطاب يقود إلي حقيقة هامة، هو أن الدليل والبرهان سيد الأحكام، وأقوي دعائم الحق.. فالوقف أو الرأي الصواب لا يخاف من البرهان للتدليل عليه، ولا يعيب أن يطلب تدعيمه بالبرهان والدليل .. ولكن الموقف الباطل هو الذي يفتقر إلي الدعم والدليل والبرهان، بالتالي يخاف من التدليل عليه بذلك.

لذلك عندما أقام الإسلام في النظام الاقتصادي مبدأ المسائلة “من أين لك هذا” لم يكن ينتقص بذلك صدق وأمانة المصاحبة، والناس أجمعين من بعدهم، إنما جاء للحفاظ عليهم من تقول المتقولين، ليحفظ لهم نظافة النفس واليد، قبل أن يحفظ علي الناس أموالهم.

إن كثير من الناس اليوم، خاصة المتنفذين منهم، الذين تبوءوا مقاعد ومواقع ومناصب عليا كانت أو دنيا، لا يطيقون مبدأ المسائله، بحجة أن المسائلة شبهة، والشبهة لا تجوز بحقهم، لأنهم فوق الشبهات

هناك 9 تعليقات: